الأحد، 21 أغسطس 2016

صبورة عريبي (María Jesús Uribe): المرابطة الباسكية في ثغور إسبانيا

يوم 28 أكتوبر 1998م بقرطبة, قام شاب في الثامنة عشر من عمره بطعن صبورة أكثر من 30 طعنة قاتلة, أرداها على إثرها قتيلة. زوجها فرنسيسكو اسكوديرو, و اسمه الإسلامي منصور, شكك في الرواية الرسمية التي تتحدث عن عمل إجرامي منعزل قام به شاب مختل عقليا.

يقول زوجها منصور عن سبب قتلها: (ربّما قتلوها لإيقاف العمل الذي كانت تقوم به). لقد كانت صبورة –رحمها الله- رئيسة تحرير الجريدة الإلكترونية Web Islam و عضوة نشيطة بمجلة Verde Islam, هذه المنابر التي حاربت بفعالية الصورة النمطية عن الإسلام, و التي يلخّصها منصور في : (إسلام لا يعترف بحقوق المرأة, متقوقع في الماضي, مرتبط بالإرهاب و متعارض مع قيم الديمقراطية)

القاتل ألفونثو خمنيث مورينو Alfonso Jiménez Moreno, بعد ارتكابه للجريمة فر إلى مخفر الحرس المدني و اعترف لهم بقتله صبورة عريبي في منزلها في Fuente de Arriba, هذا المنزل الذي يعتبر أيضا مقرا للفدرالية الإسبانية للهويات الدينية الإسلامية التي يترأسها زوجها منصور اسكوديرو, الذي اعتبر أن المستفيد الوحيد من قتل صبورة هم أعداء الصورة الحقيقية للإسلام و الذين يعملون على بقاء صورة الإسلام مشوهة و خاطئة كدين متعصب, غير متسامح, متخلّف و ظالم للمرأة.

لقد أبدى منصور استغرابه كون اليوم الذي قتلت فيه صبورة هو متمّ سنة على تأسيس موقع Web Islam الذي تُشرف عليه بنفسها. لقد ماتت صبورة دقائق قليلة بعد إنهائها للعدد 42 من جريدة Web Islam. فبعد انتهائها صعدت هي و زوجها منصور إلى البيت لشرب القهوة رفقة كميلة, زوجة منصور الثانية. بعد 20 دقيقة, ترك منصور زوجتيه و ذهب إلى (مركز التوثيق و المنشورات) المحادي للمنزل بهدف إرسال محتوى العدد 42 من Web Islam عبر الإنترنت. في هذه الأثناء, استمرّت صبورة و كميلة لوحدهما لمدّة 15 دقيقة. بعدها غادرت صبورة غرفة كميلة للذهاب إلى غرفتها, و هنا التقت بقاتلها الذي طعنها أكثر من 30 طعنة قاتلة.

منصور أكّد أن عائلته قبلت الإسلام بشكل مسؤول كخيار بالمجتمع الإسباني الديمقراطي, وقال : (إن إسلامنا يحوي طراوة يحس بها من اكتشفه, لا كالذي ورثه مع ثقافة ما). لقد قدمت عائلة منصور المسلمة من شلوبنية (بغرناطة) إلى قرطبة, 5 سنوات قبل الجريمة, و استقروا ب Almodَvar del Rيo. لقد اختاروا قرطبة نظرا لقيمتها الرمزية في العالم الإسلامي و ليؤسسوا بها مقر الفدرالية الإسلامية التي يترأسها منصور, الذي أكّد أن عائلته (ليست عربية, نحن متحوّلون Conversos أسبان –كما شأن صبورة- تلقينا تعليما جيّدا في فترة حكم الجنرال فرنكو, و بعدها قبلنا الإسلام بكامل إرادتنا).

كانت صبورة -رحمها الله- امرأة مناضلة للتعريف بالإسلام كديانة بعيدة كل البعد عن الصورة النمطية عن المرأة خاصة و المسلمين عموما. و كما أكّد زوجها ,كانت تشتغل دائما في صمت دون أن تظهر في الواجهة.

منقول من صلة الرحم بالاندلس
هشام زليم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق