الاثنين، 22 أغسطس 2016


يوم الطــــــــــين (( قصة حقيقية))

بينما ذلك الشيخ المسن الفقير ذي الاطمار البالية جالس في صحن كوخه المتهالك وزوجه ذات الثياب الرثة تدير الرحى بيديها اذ اقبلت ابنتاه وهن يصرخن من الفرحه ..
يا اماه يا اماه لقد بعزنا الغزل كله بل وحصلنا على زياده في ثمنه

تسرع الام في احتضانهن كحال الفقراء عند حصولهم على مال في احلك الظروف
لقد كانت صفقة رابحه تستمر البنات في سرد القصه تقول الكبرى بعناه لأبراهيم لقد اكرمنا وطلب منا ان لا نبيع غزلنا لغيره وقدم لنا حلوى العيد!!
وعندما يسمع الاب اسم ابراهيم ينتفض من مكانه ويقول من بين كل الناس لم تجدى الا ابراهيم لتبيعاه وياخذ في الصراخ والندب!!!

تترك الأم الرحى وتنهض ماذا دهاك يارجل واي ذنب جنيناه
اذ بعنا لأبراهيم ...
يرد عليها ويحك ويحك لقد كان حاجبا في باب قصري يدخل الناس ويخرجهم اي ذلٍ صرنا اليه ويحتدم الصراع بين الزوجين
حتى يعلو صوت الزوجة فتقول له
وهي غضبانه .. والله لم ارى منك خيرا قط
فيقول وقد هزته الكلمه ولا يوم الطين!
تتسمر الزوجه في مكانها وتجمد عيناها
ثم تنهار عند قدمي زوجها
تقبلها وتطلب منه السماح
سامحني يا سيدي مولاي وملكي
يربت الزوج على كتف زوجته
ويساعدها في النهوض ويجلسها في جواره
وهو يقول
صنع الريح من الماء زرد
فترد عليه
اي درعٍ لقتالٍ لو جمد

ايها الأخوه انكم في حضرة الملك الأعظم
المعتمد على الله أبو القاسم محمد بن الملك المعتضد بالله أبي عمرو،
عباد بن الظافر بالله أبي القاسم، قاضي إشبيلية، ثم ملكها،
محمد بن إسماعيل بن قريش اللخمي، قيل: هو من ذرية النعمان بن المنذر صاحب الحيرة.

يقلب المعتمد وزجته فى حديث الذكريا ويعودا الى نهر الوادى الكبير باشبيلية حيث جرت قصة من اجمل ما دون ادباء ومؤرخي الأندلس
ففي احد ايام شهر نيسان من العام 460 هجري
خرج المعتمد ابن عباد وهو لا يزال في ريعان شبابه
وباكورة مجده وهو يعد العده لبناء مملكته الشهيره
اشبيلية الغراء ...
كان يمشي بجواره صديقه ووزيره فيما بعد ابن عمار
على ضفاف نهر الوادي الكبير عند مرج الفضه
وقد كان شاعر رقيقا يختلط بالعامه
اذ نظر الى تموجات النهر بفعل الرياح
فقال :
صنع الريح من الماء زرد
ثم طلب من ابن عمار ان يكمل شطر البيت الثاني
وقد كان ابن عمار هو الاخر شاعرا
واخذ ابن عمار يردد
صنع الريح من الماء زرد
صنع الريح من الماء زرد
ولم يستطع ان يكمل
بينما الشاعران في حيرتهما
تناهي لسمعهما صوت رقيق
يصدر من الجوار
حيث عكفت الجواري والصبايا على
جلب الماء وغسل الثياب على ضفة النهر
كانت الصوت صادر من جارية فائقة الجمال
قالت . اي درع لقتال لو جمد
لقد كانت اعتماد الرميكية . وما ادراكم مع اعتماد
كانت جارية لرميك بن حجاج الأشبيلي ،
وكان تاجرا من مياسير إشبيلية ، فنسبت إليه
وقد تولى تعليمها حتى برعت في الأدب وأضحت تنظم الشعر
كانت ذات شديدة الحسن والجمال
وقد جمعت الى ذلك دلال وحسن بديهه وذكاء متقد
فأعجب المعتمد بذكاء تلك الجارية وبجمالها
فاشتراها من سيدها وأعتقها ثم تزوجها
وولد له منها : عباد الملقب بالمأمون وعبيد الله الملقب بالرشيد
وبثينة الشاعرة .
وقد كانت ملكة إشبيلية الأثيرة ، تحتل مكانة بارزة في حياة المعتمد ،
وكانت لسمو مكانتها وتمكن نفوذها يطلق عليها اسم (السيدة الكبرى) ،
وكانت تسرف في دلالها على المعتمد من ذلك أنها طلبت من المعتمد أن يريها الثلج ، فزرع لها أشجار اللوز على جبل قرطبة
حتى إذا نور زهره بدت الأشجار وكأنها محملة بالثلج الأبيض ، ومن ذلك أيضا أنها رأت فلاحات يمشين في الطين في يوم مطر
وهن يتغنين فرحات ، فاشتهت المشي في الطين ، فأمر المعتمد أن يصنع لها طين من الطيب فسحقت أخلاط منه وذرت بها ساحة القصر ،
ثم صب ماء الورد على أخلاط المسك وعجنت بالأيدي حتى عاد كالطين ،
فخاضته مع جواريها .

فهذا هو يوم الطين المقصود وهذا هو حب المعتمد لاعتماد

القصة منقولة بتصريف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق